منتدى الأمل للثقافة والابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى الأمل للثقافة والابداع

مرحبا بكم في منتديات الأمل


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

التوازن والاعتدال

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1التوازن والاعتدال Empty التوازن والاعتدال الأربعاء أغسطس 19, 2009 4:13 pm

mery.mha



الحمد الله,والصلاة والسلام على رسول الله: أما بعد:

فإن التوازن والاعتدال أمر مطلوب في حياتنا, والله عز وجل استخلاف هذه الأمة في الأرض بسبب تحقيقهم هذا المبدأ(مبدأ التوازن والاعتدال) الذي يعم جميع جوانب الحياة الإسلامية فقال عز وجل (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً) وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فقال (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا) ومن خلال تتبع الآيات تبين أيضاً أن التوازن والاعتدال قانون إلهي وناموس كوني. فمن هذه الآيات قوله تعالى(لا الشمس ينبغي أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون) فالمجرات فيها توازن وتناسق عجيب يحير الأذهان ويذهل العقول.(فسبحان الله العظيم).فنظراً لبعد شباب اليوم عن النظرة المتوازنة في كل شيء بدون إفراط ولا تفريط ,,كان لابد من الحديث عن هذا الموضوع..

الموضوع يتكون من خمس عناصر:
1-معني التوازن. 2-أهمية التوازن في حياة المسلم. 3-مشروعية تحقيق التوازن. 4-مجالات التوازن. 5-مظاهر وعلاج اختلال التوازن.

العنصر الأول/معنى التوازن:
التوازن هو: إعطاء كل شيء حقه من غير زيادة ولا نقص.
-والمقصود من التعريف(معرفة الأشياء على ما هي عليه , ومعرفة حدودها وغايتها ومنافعها).

أو التوازن هو: النظرة المعتدلة للأمور بين أطراف متناقضة.
-والمقصود من التعريف(البعد عن طرف الإفراط والحماس الزائد والغلو والتشدد والمبالغة ,وكذلك البعد عن الطرف الآخر وهو التفريط والتهاون).

-ومن التعريفين يتبين لنا أن التوازن يعني:
أن نتصرف بتوازن في حياتنا---وأن نتعود على النظرة المتوازنة في كل شيء---وأن نتوخى التوازن في السلوك والمواقف والاتجاهات والأقوال.
فنوازن بين أهدافنا,فلا يطغى بعضها على بعض---ونوازن بين واجباتنا,فلا يضخم جانب على الآخر إلا إذا كان فيه تقديم الأولويات---ونوازن بين مصالحنا ومصالح الآخرين---ونوازن بين العقل والعاطفة---ونوازن بين حاجاتنا الروحية وحاجاتنا العقلية حاجاتنا الجسدية...(هذا هو مفهوم أو معنى التوازن في حياة المسلم).


العنصر الثاني/أهمية التوازن في حياة المسلم:
أولاً/أن التوازن طريق النجاة والسلامة, والبلوغ إلى المراد, والوصول إلى دار القرار, قال النبي صلى الله عليه وسلم(القصد القصد تبلغوا).

ثانياً/أن الثبات على الصراط المستقيم لا يتحقق إلا بالاعتدال والتوازن بدون إفراط ولا تفريط,,لأن الزيغ عن الحق يكون بهما, كما هو حال أهل البدع والمعاصي,فلقد قال مجاهد في تفسير فوله تعالى(ولا تتبعوا السُبل)أي:البدع.

ثالثاً/أن التوازن طريق لنجاة الإنسان من المهلكات النفس و الدين في الدنيا والآخرة,قال النبي صلى الله عليه وسلم(ثلاث مهلكات وثلاث منجيات وثلاث كفارات وثلاث درجات.فأما المهلكات:فشح مطاع وهوى متبع وإعجاب المرء بنفسه.....الحديث).

رابعاً/تظهر أهمية التوازن على مستوى الأمة,ولمن نظر في حالات ضعفها وقواتها, فسيجد أن ضعفها كان بسبب غلوها في جانب وتفريطها في جوانب,فمن ذلك على سبيل المثال لما طغى الجانب التعبدي وتزكية النفس على غيرها من الجوانب العلمية أو الجهادية وحاد عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم ظهرت ما يسمى بالصوفية, وقس على ذلك غيره من الجوانب.

العنصر الثالث/مشروعية تحقيق التوازن:
نظراً لأهمية التوازن في حياة المسلم كما ذكرنا وأنه أمر هام ينبغي إدراكه ولما له من علاقة قوية في صحة التربية والتكوين بل وفي معظم المجالات الإنسانية,فكان لابد من تأصيل مشروعيته من الكتاب و السنة وتبين أن التوازن قانون إلهي وناموس كوني,فأهم الأدلة المبينة لهذا التوازن ما يلي:
أولاً: أدلته من الكتاب:فمن الأدلة الدالة على التوازن:
-قولة تعالى(منهم أمةٌ مقتصدةٌ وكثير منهم ساء ما يعملون) وأمة مقتصدة أي معتدلة كما قال القرطبي رحمة الله((الاقتصاد: الاعتدال في العمل)).

-وقولة تعالى(وعلى الله قُصد السبيل)ومعناها أي على الهداية إلى الطريق المستقيم.

-وقولة تعالى(وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا)

-وأيضاً كما بين الله سبحانه وتعالى في النص صريح أن سبب استخلاف هذه الأمة في الأرض كان:تحقيقهم المبدأ الوسطي الذي يعم جميع جوانب الحياة الإسلامي فقال جل وعلا(وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)

ثانياً: أدلته من السنة النبوية: فمن الأدلة الدالة على التوازن:
-قوله صلى الله عليه وسلم(إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا)

-قوله صلى الله عليه وسلم(هلك المتنطعون)قالها ثلاثاً.

-قوله صلى الله عليه وسلم(أمراً بين الأمرين وخير الأمور أوسطها)
فهذه الأدلة تبين لنا أهمية التوازن في جميع الأمور وأنه منهج رباني وأصل أصيل في فهم الشرع.

ثالثاً: أن التوازن قانون إلهي وناموس كوني:
-لقد بينت كثير من الآيات عظمة صنع الله في الكون وأمرناً بالتدبر في مخلوقاته فقال سبحانه وتعالى(إن في خلق السموات الأرض واختلاف الليل والنهار الآيات لأولي الألباب)

-ومن الآيات التي تبين وضوح قانون التوازن التي جاء العلم الحديث مؤيداً لها كقوله تعالى(الذي جعل لكم الأرض مهداً)وقوله تعالى(والأرض وضعها للأنام)والعلم الحديث يبَن لنا جملة من الحقائق التي تؤكد أن الأرض سكن مثالي جداً وفيه من التوازن العجيب ما يذهل العقول ويبهر الألباب.

-ومن الآيات التي تبين قانون التوازن في العالم قوله تعالى(لا الشمس ينبغي أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكلٌ في فلك يسبحون)فالمجرات فيها توازن وتناسق عجيب يحير الأذهان ويذهل العقول.(فسبحان الله العظيم).

*من خلال هذا السرد للأدلة القرآنية والنبوية والكونية أن التوازن و فقهه أمر مطلوب على مستوى الفرد والمجتمع لابد من إدراكه والسعي لتحقيقه.


العنصر الرابع/مجالات التوازن:
التوازن معنى واسع شامل يشمل كل نشاط الإنسان معنوياته,سوى كان دينياً أو اقتصادياً أو سياسياً أو اجتماعياً, قال الله(وكذلك جعلناكم أمةً وسطاً) وسطاً في كل شيء متوازنين في كل ما تقومون به من نشاط .

فنتعود على أن نوازن بين العبادة و الحياة الخاصة , و نوازن بين العمل والدعوة , و نوازن بين العقل والعاطفة , أيضاً نتعود على النظرة المعتدلة في الحكم على الأشخاص...إلى غير ذلك من مجالات التوازن في الحياة.


العنصر الخامس/مظاهر وعلاج اختلال التوازن:

أولاً: المظاهر:
1-الشك والخوف والاضطراب والقلق والحسد:
-يقول الأستاذ محمد قطب(إن الحسد والبغض والخوف والشك والاضطراب والقلق..مثل هذه الأمراض قد تكون نتيجة لاختلال التوازن العقلي والخلقي وهذا الاختلال مرجعه إلى التيارات الفكرية التي يزخر بها المجتمع).

-يقول د.مسفر القحطاني في كتابه فقه الموازنات(كذلك يختل عنده الميزان في الحكم والنظر في الأمور نتيجة لاقتصار على جانب واحد من الشيء.وهذا يؤدي بلا شك إلى الفرقة و الاختلاف عند أي أمر فيه اجتهاد. نظراً لضيق الأفق والنظر من بُعد واحد).

2-ظهور الغلو في الدين:
فإننا نجد كل من عدل عن منهج الوسط والحق والسنة يندفع إلى الغلو الذي ذمة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

3-ظهور النفاق:
إن كل من لا يزن الأمور بالنظرة المعتدلة فإنه يكون من الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض, وهم المنافقين.

4-ظهور الفرقة والمعادة بين المسلمين.
5-ظهور التكفير و التفسيق.


ثانياً: العلاج:
1-التأمل والتدبر في الكتاب السنة.(راجع العنصر الثالث)

2-قراءة سير السلف الصالح:ومعرفة كيف كانوا يطبقون التوازن والاعتدال في حياتهم , فمن ذلك كيف كان أبو بكر رضي الله عنه يوازن بين العبادة والحياة الخاصة , وكيف كان عمر رضي الله عنه يوازن بين القيادة والعبادة , وكيف كان عثمان يوازن بين العبادة والتجارة.. ألخ

3-طلب العلم:فالعلاج الأول المساعد في تحقيق التوازن هو العلم:
-يقول ابن حزم (لذلك نجد أنه إذا قل العلم ظهر الجفا والبعد عن الصراط السوي).
-ويقول الأمام مالك (إذا قل العلم يظهر الجفا و إذا قلت الآثار كثرت الأهواء).

4-عدم إتباع الظن والهوى: يقول شيخ الإسلام ابن تيمية(وأصل الضلال إتباع الظن والهوى كما قال الله تعالى (إن يتَبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهُدى). وعلى هذا نجد أن أعظم سببين في اختلال مفهوم التوازن عند المسلمين هو إما جهل أو قلة علم وإما غلبة هوى.

" وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً"

مفهوم التوازن والاعتدال - أدلة التوازن في مظاهر التوازن في
في الشريعة الاسلامية : الاسلام أحكام الشريعة الاسلامية


التوازن هو التعادل بين طرفين - وتظهر في التوجيهات تتجلى في ما يلي :
متقابلين منها دين بحيث لايأخذ الاسلامية التي نحث على * التوازن بين العمل والعبادة
أحد الطرفين أكثر من حقــه ضرورة التوازن بيـن * التوازن في كسب وصرف المال.
ويطغى على مقابله ومن أمثلثه مظاهر الدنيا والآخرة. * التوازن في ترتيب الوقت بين الحقوق
الليل والنهار والجسد والروح والواجبات في الحديث.
والدنيا والروح . التوازن في مراعاة مصالح الفرد والجماعة
فلكل فرد الحق في حرية الكسب وإبداء
الرأي والاهتمام بالصحة بشرط الابتعاد
عن الأنانية والكبر والتعدي عن حقوق
الآخرين والطعن في قيمهم وأخلاقهم .

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى