التقيت يوما في محل بيع قريب لي بفتاة وعلى كثرة ما قابلت من بنات لم تلفت نظري واحدة منهن ولم تشغل تفكيري لحظة ، ولكن هذه الفتاة كانت شيئاً آخر .. جميلة جداً .. خجولة .. شعرت بقلبي يرتجف بين ضلوعي .. نظرت في عينيها فإذا بي أطيل النظر ولا أستطيع أن أحوِّل عيني عنها ، وجدتني أغرق في بحر الحب الذي وقعت فيه من خلال عينيها ، أحببتها وعرفت أنها قريبة لهذا القريب وبدأت تتردد على أختي بعد أن تعرَّفت عليها ، ومن خلال هذه الزيارات التي كنت أحرص أن أكون موجوداً خلالها تعمّق الحب ، واعترفت هي لأختي أنها تحبّني ، وبدأنا نتراسل وكان هذا وسيلتنا لتفريغ ما تجيش به قلوبنا ، وبدأت حالتي تتغير ولمس الجميع ما طرأ علىَّ من سرحان وانشغال ومنهم أبي والذي حاول أن يصل إلى سبب ما أنا فيه ولكنّي لم أكشف له عن شئ فاستعان بأختي فكشفت له الحقيقة ، حاول أبي بنصحي بأن لا أترك نفسي لهذا التيّار فيجرفني نحو الضياع ولكني لم استجب ، ومع الحصار الشديد الذي فرضه والدي من حولي ابتعدت عنها ولم أعد أراها ، وعرف أصدقائي ما أنا فيه فنصحوني بالابتعاد عنها فلم أستمع لهم ، ونصحني الأهل فلم أستجب .. ورفضت أي رأي وتمسّكت بها بقوّة ، وكادت الحياة تضيق بي فلا أجد سوى صديقي الوحيد الذي أثق به وأرتاح معه وهو شاب متدين ملتح على خلق ويعرف عني كل شئ ، فكنت أذهب إليه وأتحدث معه إلى أن يذهب عني الهم والغم والحزن ، وزاد تمسكي بها لأنها كانت تقف إلى جانبي تؤيدني ولم تتخلى أبداً عني ، وأمام الضغط الرهيب الذي عشته انعزلت عن الدنيا كلها هجرتها وأغلقت باب حجرتي لا آكل ولا أشرب ولا حياة .. وأمام كل هذا أعلن أبي موافقته على خطبتها بعد أن أنتهي من دراستي الجامعية ، ومرّت بي الأيام وأوشكت على الانتهاء من دراستي وبدلاً من أن أسعد باقتراب تحقيق الأمل أظلمت الدنيا أمامي فقد اتضحت لي كل الحقائق التي سمعتها من قبل عنها ، بل أكثر مما سمعت اتضح أنني لم أكن بالنسبة لها أكثر من لعبة من اللعب التي تتسلى بها ، وعرفت الكثير عن علاقاتها بالعديد من الشباب وما تفعله بهم فهذا أوصلته للانتحار والآخر فشل في دراسته والثالث والرابع …… وأكدت لي أختها كل ما سمعته عنها وأيدتها خالتها ، واتضح أن هذا هوايتها المفضلة فهي تستمتع بتعذيب البشر خاصة الجنس الآخر ، وإن كان هذا الكلام صدمة عنيفة إلا أن الصدمة الأكبر كانت عندما لاحظت أن صديقي الملتحي الذي يعرف كل شئ عنها بدأ يلقي شباكه حولها وهي أيضاً بدأت تفعل نفس الشيء معه ، كلاهما يحاول أن يوقع بالآخر وأصبحت صدمتي مضاعفة ، صدمة الحب وصدمة الصداقة ، حاولت أن أنساها ولكني فشلت وحاولت أن أنسى صديقي ولكني أيضاً فشلت ، ورغم أني ابتعدت عنها إلا أنني مازلت أحبها وأحب صديقي وازدادت مشكلتي عندما اعترفت ابنة خالي لأختي أنها تحبني بصمت وعلم بالأمر والدي وقام بخطبتها لي وأصبحت بموقف لا أحسد عليه .. قلبي وحبي مع الفتاة العابثة ولا أستطيع أن أتوقف لحظة عن التفكير بها ، وجسدي وعقلي مع ابنة خالي
منتدى الأمل للثقافة والابداع